فليك يبدأ مشروع “لامين يامال الجديد” في برشلونة: بناء النجم من الداخل قبل الملعب
خطة فليك الهادئة: من إصابة يامال إلى صناعة قائد برشلونة القادم

في برشلونة، تتشكل ملامح مشروع فني جديد بقيادة الألماني هانز فليك، يهدف إلى إعادة تكوين لامين يامال ليس فقط كلاعب كرة قدم، بل كشخص قادر على التعامل مع ضغوط النجومية والحياة الحديثة.
فلسفة ألمانية بلمسة إنسانية
منذ وصوله إلى برشلونة، حرص فليك على بناء علاقة ثقة مع الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، بعد فترة صعبة شهدت
إصابة مزعجة في العانة وانفصاله عن المغنية الأرجنتينية نيكي نيكول، وهو حدث تصدّر الصحف الإسبانية مؤخرًا.
لكن المدرب الألماني لا ينظر إلى هذه الأحداث كعقبات، بل كفرص لتربية نجم يعرف كيف يتعامل مع الضوء دون أن يحترق به. فمشروعه لا يقوم على الضغط، بل على الحوار، والحماية، والتدرج.
قال فليك في مؤتمره الصحفي الأخير قبل مواجهة إلتشي:
“أعتقد أن أفضل طريقة ليامال كي يعود إلى أفضل نسخة منه الآن هي اللعب في مركزه الطبيعي. في بعض المواقف يمكنه الدخول إلى العمق، لكن الأهم هو أن يلمس الكرة كثيرًا، لأن هذا ما يمنحه الحياة”.
العمق بين الفكرة والواقع
المدرب الألماني لا يغلق الباب أمام التغيير التكتيكي، لكنه يدرك أن الانتقال المفاجئ من الجناح إلى العمق قد يكون
مغامرة أكثر من كونه خطة.
لذلك، يعتمد على التدرج: يمنح يامال الحرية في الدخول إلى المساحات الداخلية أثناء المباراة، دون أن يخرجه من
موقعه الأساسي على الخط.
بهذه الطريقة، يتعلم يامال القراءة المركزية للملعب دون أن يفقد متعته على الأطراف، وهو توازن يحافظ على هويته كلاعب جناح مبدع ويُعدّه للتطور الطبيعي مستقبلًا.
الجانب البدني والنفسي
الإصابة في العانة لا تزال تُدار بطريقة تحفظية لتجنّب الجراحة، وهو ما يجعل فليك حذرًا من أي تعديل يزيد من الضغط العضلي.
لكن الأهم من العلاج البدني هو الجانب النفسي؛ إذ يؤمن المدرب بأن الحديث مع اللاعب أهم من التعليمات.
“نتحدث دائمًا، نحن صادقان معًا، هو يعرف أنني سأحميه دائمًا. إنه شاب رائع للغاية”، يقول فليك، موضحًا فلسفته التي تمزج بين الصرامة الألمانية والدفء الإنساني.
من النجومية إلى النضج
خارج الملعب، يتعامل برشلونة مع يامال كمشروع طويل المدى. بعد انفصاله الأخير، قررت الإدارة زيادة الرقابة الإرشادية على حياته الشخصية بالتنسيق مع فليك، في خطوة تهدف إلى حمايته لا السيطرة عليه.
فليك يدرك، بخبرته مع بايرن ميونيخ، أن الموهبة تحتاج إلى توازن إنساني بقدر حاجتها إلى انضباط فني. ومن هنا، جاءت استراتيجيته القائمة على الاحتواء بدل العقاب: دعم علني أمام الإعلام، ومتابعة دقيقة في التدريبات، وتوجيه هادئ داخل النادي.
ملامح مشروع “يامال الجديد”
كل ما يجري في برشلونة اليوم يشير إلى أن فليك لا يريد فقط صناعة لاعب جناح، بل قائد للمستقبل.
يريد أن ينقل يامال من مرحلة “الموهبة المبهرة” إلى “الركيزة التكتيكية”، خطوة بخطوة، بثقة وصبر.
ومع غياب بيدري، قد يحصل يامال على فرصة أكبر، لكن فليك حريص على عدم تحميله ما يفوق طاقته.
فهو يؤمن بأن النضج لا يُفرض، بل يُبنى بالتجربة والدعم.
مباراة برشلونة القادمة
التاريخ: السبت، 2 نوفمبر 2025
الوقت: 20:30 بتوقيت مكة المكرمة
المباراة: برشلونة × إلتشي
الملعب: كامب نو
القناة: بي إن سبورت 2
المعلق: علي محمد علي
أسئلة وأجوبة
1. ما الهدف الرئيسي لهانز فليك في التعامل مع يامال؟
يهدف فليك إلى إعادة بناء شخصية يامال تدريجيًا من الناحية النفسية والفنية ليصبح لاعبًا ناضجًا وقائدًا للمستقبل.
2. هل سيغيّر فليك مركز يامال في الملعب؟
ليس في الوقت الحالي، بل سيمنحه حرية التحرك تدريجيًا نحو العمق دون أن يفقد دوره الأساسي على الجناح.
3. كيف يتعامل برشلونة مع حياة يامال خارج الملعب؟
النادي يراقب الوضع بتوازن، من خلال دعم نفسي وإرشادي، لتجنيب اللاعب تأثيرات الإعلام والضغوط.



