فليك يعيد الحياة إلى برشلونة: يامال يلاحق مبابي وتوريس يتألق

في أمسية كروية مثيرة على ملعب مونتجويك، واصل برشلونة البحث عن ذاته مع مدربه الجديد هانز فليك، وحقق فوزًا صعبًا على إلتشي بنتيجة (2-1) ضمن الجولة 11 من الدوري الإسباني.
لكن خلف هذا الانتصار، تلوح قصتان لافتتان في سماء البلوجرانا: صعود لامين يامال الذي يطارد أرقام مبابي التاريخية، وانفجار فيران توريس الذي استعاد شهيته التهديفية تحت قيادة فليك.

يامال.. موهبة تلاحق الكبار

من جديد، يواصل لامين يامال كتابة التاريخ في الليجا.
الفتى الذهبي البالغ من العمر 17 عامًا سجّل هدفه الـ17 بقميص برشلونة في الدوري الإسباني، ليصبح ثاني أكثر لاعب تسجيلًا للأهداف قبل بلوغ 19 عامًا في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى خلال القرن الحادي والعشرين، خلف كيليان مبابي فقط الذي أحرز 23 هدفًا في نفس العمر.

إحصائية “أوبتا” لا تكشف فقط عن موهبة مبكرة، بل تؤكد أن برشلونة يملك جوهرة تمشي على خطى عظماء اللعبة.
ويمتاز يامال ببرود أعصاب مذهل أمام المرمى، وسرعة اتخاذ القرار رغم صغر سنه، وهي صفات نادرًا ما تجتمع في لاعب يافع.

توريس ينفجر تحت قيادة فليك

أما فيران توريس فقد وجد ضالته أخيرًا مع فليك، مسجلًا هدفه رقم 50 بقميص برشلونة في جميع المسابقات (25 منها مع تشافي، و25 مع فليك).
تحت قيادة المدرب الألماني، بدا توريس أكثر تحررًا في التحركات، وأكثر ثقة أمام المرمى، وكأن فليك أعاد إليه شرارة مانشستر سيتي التي افتقدها في المواسم الأخيرة.

وبينما يبحث برشلونة عن هوية هجومية متجددة، أصبح توريس أحد مفاتيح الحل، خصوصًا بفضل انسجامه المتزايد مع يامال وراشفورد في الخط الأمامي.

فليك: “نحن نبني فريقًا جديدًا بروح قديمة”

في المؤتمر الصحفي قبل اللقاء، تحدث هانز فليك بنبرة حماسية وواقعية في الوقت ذاته.
أكد أن الفريق يمر بمرحلة بناء ذكية، حيث يتم دمج الشباب بالخبرة بطريقة متوازنة، مشيرًا إلى أن “لامين يامال يعمل بجد رغم شعوره أحيانًا ببعض الآلام، لكن تطوره يسير بشكل ممتاز”.

وأضاف:

“علينا أن نتقبل الإصابات كجزء من الموسم، الأهم هو أن يواصل اللاعبون الشباب التحسن، وأن نعيد الحيوية لخط الهجوم”.

المدرب الألماني أثنى كذلك على التزام اللاعبين الجدد مثل راشفورد وداني أولمو وعودة ليفاندوفسكي، معتبرًا أن “برشلونة قادر على المنافسة حتى النهاية إذا واصل التطور بنفس النسق”.

التشكيلة والمجريات

بدأ برشلونة المباراة بتشكيلة هجومية ضاربة ضمت:
تشيزني – بالدي – أراوخو – كوندي – جارسيا – كاسادو – دي يونج – فيرمين – يامال – راشفورد – توريس.

وجاء هدفا برشلونة عبر يامال في الدقيقة 9 وتوريس في الدقيقة 11، بينما سجل إلتشي هدفه الوحيد قبل نهاية الشوط الأول.
وعلى الرغم من بعض التراجع البدني في الشوط الثاني، نجح البلوجرانا في الحفاظ على تقدمه حتى النهاية.

قراءة تحليلية: برشلونة بين طموح الشباب وضغط المنافسة

يعكس أداء برشلونة أمام إلتشي مزيجًا من الحماس الشبابي والقلق التكتيكي.
فالفريق ما زال في طور إيجاد توازنه بين الهجوم والدفاع، لكن المؤشرات إيجابية للغاية.
لامين يامال يثبت أنه ليس “ظاهرة مؤقتة”، وتوريس يبرهن على أن الثقة هي المفتاح في كرة القدم، بينما يبدو فليك هادئًا في قيادة مشروعه خطوة بخطوة.

أبرز تصريحات فليك بعد المباراة

• “يامال فتى رائع وصغير في السن، وسنستمر في حمايته وتطويره.”
• “توريس يقدم مستوى مذهلاً، وهو مثال على الانضباط والرغبة.”
• “نحتاج إلى الصبر، فالموسم طويل، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح.”

خلاصة

برشلونة لا يعيش مرحلة انتقالية فحسب، بل مرحلة ولادة جديدة يقودها جيل شاب متوهج ومدرب يعرف كيف يصنع الفرق.
لامين يامال يكتب فصلاً جديدًا من موهبته، وفيران توريس يبرهن أن الثقة يمكن أن تعيد أي نجم إلى الواجهة.
وفي ظل قيادة فليك، يبدو أن البارسا يسير على طريق الأمل من جديد.

أسئلة وأجوبة

س: هل اقترب يامال من كسر رقم مبابي؟
ج: نعم، يامال سجل 17 هدفًا، ويحتاج إلى 7 فقط لمعادلة مبابي الذي سجل 23 قبل بلوغ 19 عامًا.

س: كيف غيّر فليك من أداء توريس؟
ج: منحه حرية أكبر في التحرك داخل منطقة الجزاء، وطلب منه التركيز على اللمسة الأخيرة بدلاً من التمرير الزائد.

س: هل يستطيع برشلونة العودة إلى صدارة الليجا؟
ج: نظريًا نعم، لكن الأمر يتوقف على الاستقرار الدفاعي واستعادة بيدري وليفاندوفسكي بكامل الجاهزية.