الدوري الإسباني

تحليل: تبديلات فليك المتكررة تكشف سر عدم رضاه عن تشكيلة برشلونة

تحليل: لماذا لا يرضى هانز فليك عن أداء برشلونة حتى الآن؟

برشلونة يعيش مرحلة جديدة تحت قيادة الألماني هانز فليك، لكن المدرب لا يبدو راضيًا تمامًا عن تشكيلة فريقه. فمن خلال متابعته في الأسابيع الأخيرة، يمكن ملاحظة نمط متكرر: تبديلات مبكرة ومتعددة بين الشوطين، وكأن فليك ما زال يبحث عن المعادلة المثالية التي تُرضي طموحه الهجومي والتكتيكي.

📄 يبدو أن فليك يختبر فريقه في كل مباراة، في رحلة مستمرة للعثور على الانسجام المفقود داخل غرفة ملابس برشلونة.

فليك وتبديلاته المثيرة للجدل

وفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أجرى فليك تبديلات بين الشوطين في 8 مباريات من أصل 9 في الدوري الإسباني، و8 من أصل 11 في جميع البطولات. هذا الرقم ليس عاديًا؛ بل يعكس بوضوح أن المدرب الألماني غير مقتنع بأداء فريقه في الشوط الأول.

في مباراة جيرونا الأخيرة (2-1)، على سبيل المثال، قرر فليك إخراج توني فرنانديز وإشراك فيرمين لوبيز مع بداية الشوط الثاني، في خطوة تكتيكية بحتة تهدف لتنشيط خط الوسط وإضفاء حيوية هجومية أكبر.

ربما لا يبدو الأمر غريبًا في ظل الإصابات الكثيرة، لكن تكرار هذا السيناريو للمرة الثامنة يوضح أن فليك لم يجد بعد توليفته المثالية.

مقارنة مع الموسم الماضي

المثير أن هذا السلوك لم يكن موجودًا في الموسم السابق، إذ أجرى فليك تعديلًا بين الشوطين في مباراة واحدة فقط من أصل 38، وتحديدًا أمام رايو فايكانو.
اليوم، يبدو الأمر مختلفًا تمامًا؛ فالمداورة أصبحت جزءًا من هوية برشلونة مع فليك، الذي لا يتردد في تغيير ملامح الفريق بالكامل في منتصف اللقاء.

المدرب نفسه يؤكد في تصريحاته أن قراراته لا تتعلق فقط بالأداء الفردي، بل بما “يتطلبه كل لقاء”. ومع ذلك، فإن الأرقام لا تكذب: أغلب التبديلات تأتي عندما لا تسير الخطط كما يريد، أو حين يحتاج الفريق إلى دفعة هجومية لإنعاش الإيقاع.

سيناريو مواجهة جيرونا: مرآة الواقع

في مباراة جيرونا، رفض الفريقان اللعب في أول 15 ثانية تضامنًا مع احتجاجات “خطة ميامي”، لكن برشلونة استحوذ على الكرة سريعًا بعد انطلاق اللقاء.
تحركات لامين يامال على اليمين وماركوس راشفورد في العمق منحت الفريق أفضلية واضحة، تُوجت بهدف رائع لـبيدري في الدقيقة 13 بعد تبادل تمريرات جميل.

لكن جيرونا عاد بهدف مذهل عبر أكسيل فيتسل بضربة خلفية مزدوجة، لتتغير ملامح المباراة تمامًا. ومع نهاية الشوط الأول، كان من الواضح أن فليك لم يكن راضيًا عن مردود لاعبيه، ليبدأ شوطًا ثانيًا مغايرًا تمامًا بخيارات جديدة، أبرزها فيرمين لوبيز الذي كاد يسجل فور دخوله.

وفي النهاية، أنقذ رونالد أراوخو برشلونة برأسية قاتلة في الدقيقة 93، لتشتعل فرحة جماهير مونتجويك.

ما وراء الأرقام: فليك يبحث عن هوية برشلونة

هل يعاني فليك من أزمة ثقة؟ ربما.
لكن الأوضح أنه يريد فريقًا يلعب بإيقاع ألماني صارم، بينما لا يزال برشلونة يعتمد على أسلوب التيكي تاكا الكلاسيكي. هذه الهوة التكتيكية تجعل المدرب في مرحلة تجريب مستمرة، يحاول فيها المزج بين الضغط العالي والتمرير القصير، دون أن يخسر هوية النادي.

المعضلة هنا أن اللاعبين أنفسهم لم ينسجموا تمامًا مع أفكاره، خاصة في ظل تعدد الإصابات وتراجع بعض النجوم مثل رافينيا وجواو فيليكس.

أقرأ أيضاً: ترتيب الفرق والهدافين – الدوري الإسباني

خلاصة التحليل

تبديلات فليك المتكررة ليست مجرد “نزوة تكتيكية”، بل مؤشر على عدم رضاه العميق عن التوازن بين الخطوط.
يبدو أن المدرب الألماني يسعى لصياغة نسخة جديدة من برشلونة، أكثر سرعة وواقعية، لكن الوصول إلى هذا الهدف سيتطلب وقتًا وتضحيات، وربما وجوهًا جديدة في الميركاتو القادم.

🔗 روابط مفيدة


أسئلة وأجوبة

1. لماذا يجري فليك تبديلات مبكرة في كل مباراة تقريبًا؟
لأنه غير مقتنع بالأداء في الشوط الأول، ويبحث عن توازن أفضل بين الدفاع والهجوم.

2. هل تؤثر كثرة التبديلات على استقرار الفريق؟
نعم، أحيانًا تؤدي لتذبذب الأداء بسبب غياب الانسجام بين اللاعبين الجدد والقدامى.

3. هل يمكن اعتبار فليك في مرحلة تجريب؟
بالتأكيد، فهو ما زال يبني فلسفته الخاصة في برشلونة ويختبر خيارات متعددة للوصول إلى التوليفة المثالية.

سعيد حمد

صحفي رياضي شغوف بخبرة تمتد لعقد من الزمان (10 سنوات). مختص في التغطية الشاملة للبطولات المحلية والدولية، يتميز بتقديم تحليلات عميقة تتجاوز الخبر، هدفه هو إيصال ما وراء الحدث بأسلوب شيق ومبسط للقارئ.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى