كعب أخيل برشلونة.. عندما تسبب رحيل مارتينيز في انهيار منظومة فليك

تاريخيًا، تقف أسطورة طروادة شامخة كواحدة من أعظم الملاحم الإغريقية؛ مدينة محصّنة لا تُقهر، فرسان شجعان، وحصار دام عشر سنوات. لم تسقط طروادة إلا بالحيلة الأشهر في التاريخ: «حصان طروادة».
لكن وراء سقوطها سرّ أعمق؛ انضمام البطل الأسطوري أخيل إلى صفوف الغزاة، ليقلب موازين المعركة، حتى سقط هو نفسه بضربة في كعب قدمه — نقطة ضعفه الوحيدة — ليصبح “كعب أخيل” رمزًا خالدًا لانهيار القوة من أضعف موضع.

أسطورة طروادة تتكرر في الكامب نو

اليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن على ملاعب كرة القدم وتحديدًا في برشلونة.
بعد أن نجح المدرب الألماني هانزي فليك في بناء منظومة قوية ومحكمة “كحصان طروادة التاريخي”، جاء رحيل المدافع الإسباني إينييجو مارتينيز ليكون “كعب أخيل” الكتالوني، فتبدأ الانهيارات تباعًا.

عندما تعاقد برشلونة مع مارتينيز في صيف 2023، لم يكن مجرد مدافع جديد، بل كان صخرة دفاعية وقائدًا صامتًا داخل غرفة الملابس.
ورغم أن موسمه الأول شابه الإصابات، إلا أن موسمه الثاني تحوّل فيه إلى حجر الزاوية في دفاع فليك، بخوضه 46 مباراة، سجّل خلالها هدفًا واحدًا فقط، لكنه كان أكثر من مجرد رقم: كان توازنًا وهيبةً للفريق.

كعب أخيل برشلونة يتسبب في التراجع

رحيله إلى النصر السعودي قبل شهرين في صفقة مجانية فتح فجوة لم يستطع برشلونة ردمها.
منذ رحيله، بدأت النتائج تتهاوى:

• خسارة أمام باريس سان جيرمان 2-1 أوروبيًا.
• سقوط أمام إشبيلية 4-1.
• ثم هزيمة مؤلمة في الكلاسيكو أمام ريال مدريد.

عند مراجعة كل ذلك، اكتشف كثيرون أن نقطة التحول كانت رحيل مارتينيز.
غيابه أخلّ بتوازن الدفاع وأفقد الفريق قائد غرفة الملابس، الصوت الذي يضبط الإيقاع داخل وخارج الملعب.
كما قال الصحفي الإسباني إميليو بيريز في ماركا:

“لا يوجد لبرشلونة قائد في غرفة الملابس بعد رحيل إينييجو مارتينيز.. لا أحد يقوم بالتوبيخ داخل الغرفة.”

التضحية بمارتينيز.. مكسب مالي وخسارة فنية

من الناحية المالية، وفّر برشلونة نحو 14 مليون يورو من كتلة الرواتب بعد رحيل اللاعب البالغ 34 عامًا، مما سمح بتسجيل صفقات جديدة.
لكن من الناحية الفنية والقيادية، كانت الخسارة أفدح بكثير.
فقد رفض مارتينيز سابقًا عروضًا مغرية مفضّلًا البقاء والقتال في الكامب نو، قبل أن يرحل في النهاية باتفاق مسبق مع الإدارة.

وخلال فترته القصيرة والمؤثرة، لعب 71 مباراة بقميص برشلونة، سجّل خلالها 3 أهداف وقدّم 8 تمريرات حاسمة، وكان أحد أفضل من يجيد بناء اللعب من الخلف.

وهكذا، كما سقطت طروادة عندما ضُرب كعب أخيل، بدأ البلوجرانا يفقد توازنه بعد أن تلقّى ضربة في “كعب مارتينيز”؛ نقطة الضعف التي فجّرت سلسلة الانهيارات.

أسئلة وأجوبة

س: لماذا يعتبر رحيل مارتينيز نقطة تحول في موسم برشلونة؟
ج: لأنه كان الركيزة الدفاعية الأهم وصوت القيادة داخل غرفة الملابس، وغيابه أخلّ بتوازن الفريق فنيًا ونفسيًا.

س: كيف يشبه رحيل مارتينيز أسطورة كعب أخيل؟
ج: كما كان كعب أخيل نقطة ضعف قاتلة لبطل لا يُقهر، كان رحيل مارتينيز نقطة الانهيار في منظومة دفاع برشلونة.

س: هل كان رحيل مارتينيز مفيدًا للنادي؟
ج: ماليًا نعم، لكنه فنيًا وقياديًا ترك فراغًا لم يتم تعويضه بعد.