لابورتا يُشعل الصراع: هل يُعاني ريال مدريد من هوس برشلونة الحاد بسبب قضية نيجريرا؟

في تصعيد جديد لحرب التصريحات المعتادة بين عملاقي كرة القدم الإسبانية، أطلق خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، سهام نقده اللاذعة نحو فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد. جاءت هذه التصريحات كرد مباشر على ما اعتبره لابورتا هوس ريال مدريد ببرشلونة وقضية نيجريرا، التي لا تزال تُلقي بظلالها على المشهد الكروي الإسباني.
لم تكن تصريحات لابورتا مجرد رد فعل عابر، بل حملت في طياتها تحليلًا عميقًا للصراع المستمر، والذي يبدو أنه يتجاوز حدود المنافسة الرياضية ليصل إلى حرب إعلامية وسياسية داخل أروقة كرة القدم. فما هي جذور هذه التصريحات، وما أبعادها على العلاقة المتوترة بين الناديين الأكثر عراقة في إسبانيا؟
تصريحات بيريز وقضية نيجريرا: الشرارة الأولى
بدأ التصعيد الأخير عقب خروج فلورنتينو بيريز بتصريحات وصف فيها قضية نيجريرا بأنها ‘الأخطر في تاريخ كرة القدم’. تزامن هذا التصريح مع جدل تحكيمي حول مباراة ريال مدريد وألافيس، حيث حُرم الفريق الملكي من ركلة جزاء واضحة، وهو ما أثار حفيظة الجماهير والإدارة البيضاء. يبدو أن بيريز استغل هذه الواقعة لتسليط الضوء مجددًا على قضية نيجريرا، مُشيرًا إلى أن هناك قضايا أكبر وأكثر خطورة تُهدد نزاهة اللعبة.
لابورتا يرد: هوس برشلونة يُفيدنا
لم يتأخر رد لابورتا، الذي سارع إلى صحيفة ‘سبورت’ الإسبانية، مهاجمًا ريال مدريد بشكل مباشر. قال لابورتا: “ريال مدريد يعاني من هوس برشلونة الحاد، وهذا الهوس الموجود هناك مفيد لنا للغاية”. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أضاف: “مفيد لأنهم لا يقلقون بشأن ما يجب أن يقلقوا بشأنه، إنهم يواصلون توسيع قضية نيجريرا بشيء لا يسير على ما يرام لهم.” يُظهر هذا الرد بوضوح استراتيجية برشلونة في تحويل الهجوم إلى دفاع، والادعاء بأن انشغال ريال مدريد بهم يُشتت انتباههم عن قضاياهم الداخلية أو عن التركيز على أهدافهم الخاصة.
فهم أعمق لقضية نيجريرا وتداعياتها
تُعد قضية نيجريرا من أكثر القضايا تعقيدًا وحساسية في تاريخ كرة القدم الإسبانية الحديث. تدور القضية حول مدفوعات allegedly قام بها نادي برشلونة لنائب رئيس لجنة التحكيم السابق، خوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا، على مدار سنوات. ورغم نفي برشلونة لأي تلاعب في النتائج، مؤكدًا أن المدفوعات كانت مقابل استشارات فنية وقانونية مشروعة، إلا أن القضية فتحت الباب على مصراعيه للتساؤلات حول نزاهة المسابقات وتأثير الكواليس على القرارات التحكيمية. هذه القضية تحديدًا هي الوقود الذي يُشعل دائمًا نيران الخصومة بين الناديين.
رسالة لابورتا المبطنة: تحالفات جديدة ومستقبل الدوري
لم يغفل لابورتا توجيه رسالة مباشرة إلى فلورنتينو بيريز بخصوص مستقبل الدوري الإسباني وتحالف برشلونة الجديد مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) ودوري أبطال أوروبا. حيث صرح بأن “إذا تغير الخطاب فسيكون ذلك لأن هناك صدف في المشاريع السابقة”. يُمكن تفسير هذه الكلمات على أنها إشارة إلى التباعد في الرؤى بين الناديين حول مشاريع مثل دوري السوبر الأوروبي، الذي كان ريال مدريد من أكبر مؤيديه، بينما يبدو برشلونة يتجه نحو تقوية علاقاته مع المؤسسات الكروية التقليدية.
التركيز على الرياضة: مباراة جوادالاخارا
على الرغم من حدة التصريحات، حاول لابورتا في ختام حديثه تخفيف حدة التوتر، مشيرًا إلى أهمية التركيز على الجانب الرياضي المباشر. فقد أشار إلى مباراة برشلونة المرتقبة ضد جوادالاخارا في دور الـ 32 من كأس ملك إسبانيا لموسم 2025-2026. “جئنا إلى جوادالاخارا للدفاع عن اللقب، نعلم أن المدينة ستشجع فريقها، هم متحمسون للغاية”، هكذا اختتم لابورتا، محاولًا إعادة البوصلة نحو أهداف الفريق في المنافسات المحلية.
في الختام، يظهر أن تصريحات لابورتا الأخيرة حول هوس ريال مدريد ببرشلونة وقضية نيجريرا ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لإدارة الصراع الإعلامي والنفسي بين الغريمين. هذا الفصل الجديد في المواجهة يؤكد أن التنافس بين برشلونة وريال مدريد يتجاوز المستطيل الأخضر، ليصبح حربًا شاملة تُستخدم فيها كل الأوراق المتاحة. لمتابعة أحدث المستجدات في عالم كرة القدم، زوروا أخبار الرياضة السعودية – ksawinwin.


